الخميس، 28 فبراير 2013

شمس المعارف الكبرى : أبرز مرجع "إسلامي" في الشعوذة

في عالم الشعوذة حاز كتاب مميز وممنوع حالياً على شهرة كبيرة في المجتمعات العربية والإسلامية وكان له تأثير لا يمكن إنكاره على ثقافتها رغم أنه يعود في تاريخه إلى حقبة العصور الوسطى التي تميزت بانتشار ممارسة الشعوذة في أنحاء أوروبا والتي كانت تحاربها الكنيسة آنذاك عندما  كانت تهيمن على مفاصل الحكم السياسي في تلك البلدان.
نتحدث هنا عن كتاب " شمس المعارف الكبرى "  أو " شمس المعارف ولطائف العوارف " لمؤلفه الإمام أحمد بن علي البوني الذي توفي في عام 622  من التقويم الهجري.
يعتبر هذا الكتاب من وجهة نظر مؤلفه جامعاً لآثار العلوم والحكمة القديمة ومن المعارف العليا التي خص بها النخبة من المتعلمين الذين حملهم مسؤولية العمل بها وضمن في الكتاب تحذيراً من إساءة العمل بهذه "العلوم" لما فيه من عواقب غير محمودة كما يفهم من مقدمته .


كتاب ممنوع من التداول
مع مرور العصور أصبح  هذا الكتاب مرجعاً أساسيا لكل من يريد أن يمارس الشعوذة وتعرف الشعوذة على أنها شكل من أشكال السحر المبني على الإستعانة بكيانات روحية ذات قدرات خارقة مزعومة وتأثير على مسارات حياة البشر والمقصود بها مخلوقات "الجن" في هذا الكتاب.
ومنذ عدة عقود أو من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أحست الحكومات في الدول العربية بخطر هذا الكتاب فحظرت تداوله والعمل به ونرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
 يستخدم الكتاب معتقدات إسلامية بشكل شعوذة ونقصد من ذلك تضمين نصوص مقدسة من القرآن في هذه الممارسات ، وهذا يثير مخاوف رجال الدين لأن هذه الممارسات قد تتضمن أقساماً لأسماء أعجمية وهذا يعتبر "شركاً بالله" للإستعانة أو تمجيد كيانات غير الله،  كما يمكن أن تكون هذه الممارسات موجهة للشر أو للإضرار بالآخرين مستخدمة سور وآيات القرآن .
2- يروج الكتاب لعلوم غيبية روحانية وهذا يتناقض مع مسؤوليات الدول في التوعية ونشر الثقافة العلمية خصوصاً في عصر تفجرت فيها العلوم وتحولت فيها علوم السحر إلى تقنيات مطبقة في حياتنا.
وعلينا أن لا ننسى هيمنة  الأفكار الغيبية على أذهان المجتمعات العربية  التي يمكن وصفها بـ "مجتمعات غيبية " فهي ما زالت تؤمن بعلوم الغيب أو الروحانيات أكثر من العلم التقليدي وما زالت تطلب الحلول لدى "الشيخ الروحاني" أو "المشعوذ" (أياً كانت التسمية) عوضاً أن تجدها في عيادة الطب النفسي أو في حقول التجارب العلمية.
3- خشية إجتماعية من رواج وتأثير "الوصفات السحرية" في هذا الكتاب على الناس، و رغم أنه لم يثبت علمياً تأثيرها على حياة المستهدفين إلا أن هناك عدد كبير من التجارب الواقعية التي تتحدث عن تأثير السحر في الصحة والمال والعلاقات العاطفية.
وربما كان تأثير هذه الوصفات  مقتصراً على المؤمنين بها وقد تفسر بطاقات سلبية أو إيجابية غير معروفة علمياً بحيث تنتقل عليها المشاعر وأفكار  لتؤثر في الآخرين، ولكن لا يوجد دليل حاسم في هذا الشأن كما أنه يصعب دراسة هذه الوصفات السحرية في المختبر

دراسة مفصلةنظراً لما وجدناه من إهتمام كبير بين الجمهور لمعرفة أبرز ما بين دفتي هذا الكتاب الممنوع الذي يقع في 577 صفحة خاصة بين زوار موقع ما وراء الطبيعة ، ولأن الممنوع مرغوب ، وفضول الإنسان يتطلب الإشباع قبل أن يقع في أخطاء المحاولة.
ولأن السحر مجموعة معارف مبنية على معتقدات ويعتبرها البعض "علم" بحيث يمكن الإطلاع عليه من دون  العمل ، عرض الباحث كمال غزال فكرة إجراء هذه  الدراسة  فقام رامي بن مصلح الثقفي الباحث والخبير المعتمد في موقع ما وراء الطبيعة مشكوراً بإجراء دراسة مفصلة عن هذا الكتاب بعد أن استعاره من أحد أصدقائه الذي ورثه بدوره عن جده ، والنسخة موضوع الدراسة تعود إلى الستينيات من القرن الماضي ومطبوعة في دار نشر كائن في مدينة بيروت ، ويقال أن النسخة الجديدة تختلف عن النسخة الأصلية التي ألفها الإمام أحمد البوني إذ طالها الحذف أو التحريف .
واستغرقت هذه الدراسة أكثر من أسبوعين وخلالها عكف الباحث رامي الثقفي على فهم ودراسة ما بين الأسطر واختار لكم أبرز أفكار علوم هذا الكتاب ووصفاته السحرية المزعومة.
وتعتبر هذه الدراسة الدراسة الاولى المفصلة في العالم العربي عن هذا الكتاب وتلخص أهم ما فيه وقمنا بهذه الدراسة للأسباب التالية:
1- لم نجد مرجعاً شاملاً يلخص هذا الكتاب فما وجدناه لا يعدو كونه  مجتزءاً وناقضاً هنا وهناك في المنتديات العربية الإلكترونية .
2- من الموضوعات التي يختص برصدها موقع ما وراء الطبيعة حيث تعتبر جزءاً من الماروائيات .
3- تلبية إهتمام متزايد للجمهور لمعرفة "الكتاب الممنوع".
وقبل أن نذكر هذه الدراسة نحيطكم علماً بالتحذير الآتي :
" هذا المقال وأي مقال قادم  في السلسلة يحتوي على طلسمات وأقسام وأدعية وطرق لتحضير الجان مع أسمائهم وخواصهم منقولة من كتاب شمس المعارف الكبرى بغرض البحث والتحقيق والعلم بالشيء فقط ، ونحن نحذر من محاولة استخدام ما جاء في هذا المقال أو العمل به من دون تحمل  أدنى مسؤولية ".
1- عن ماذا يتحدث الكتاب ؟ لطالما سمعتم عن كتاب شمس المعارف الكبرى وما صاحبه من أخبار وقصص وكأن الداخل في قراءة هذا الكتاب مفقود والخارج منه مولود ، والتحذيرات المستمرة من خطورة هذا الكتاب التي أدت لصدور بعض الفتاوى التي تحرم قراءته ، ونحن نهدف من خلال هذه التحقيق أن نثبت حقيقة واحدة فقط أن هذا الكتاب ليس له تأثير على من لم يؤمن به وبإيحاءاته وتعريف القارئ ببعض ممارسات وطرق هؤلاء السحرة لأخذ الحيطة والحذر  .
- إن كتاب شمس المعارف الكبرى أو شمس المعارف ولطائف العوارف من تأليف أحمد بن علي البوني المتوفي سنة  622 للهجرة هو الكتاب الأكثر تأثيراً من نوعه في العالم العربي والإسلامي وهو يتكون من مجموعة من المربعات والأوفاق السحرية ومجموعة من الأرقام والحروف الأبجدية وعلوم الأعداد والحروف التي يعتقد بأنها تجلب تأثير سحري عن طريق استحواذ قوى العقل وبعض الإيحاءات التي لها تأثير على الشخص المطلع عليه والقارئ له، ولكن ذلك يحدث فقط إذا كان مؤمناً بمدى تأثير ما جاء في هذه الكتاب عليه ، ويتكون الكتاب من بعض الأدعية والأقسام التي تكون في مجملها وسيلة للتواصل مع الملائكة والجن والأرواح ، وبعض أنواع الرياضات التي تتطلب الخلوات التي تظهر بعض الكيانات التي لها تأثير فعلي بحسب ما ادعاه كاتب ذلك الكتاب ، وعلى الرغم من محاولات المنع العديدة التي يتعرض لها هذه الكتاب إلا أن له شعبية كبيرة ولا تزال قراءته ودراسته مزدهرة حتى يومنا هذا .
2- فصول الكتاب
يتوزع الكتاب إلى اربعين فصلاً نذكر منها 20 :

    الفصل الأول : في الحروف المعجمة وما يترتب فيها من الاسرار والإضمارات.
    الفصل الثاني : في الكسر والبسط وترتيب الأعمال في الاوقات والساعات.
    الفصل الثالث : في احكام منازل القمر الثمانية والعشرين الفلكيات.
    الفصل الرابع : في احكام البروج الاثنى عشر ومالها من الإشارات والارتباطات.
    الفصل الخامس : في اسرار البسملة ومالها من الخواص والبركات الخفيات.
    الفصل السادس : في الخلوة وأرباب الاعتكاف الموصلة للعلويات.
    الفصل السابع : في الأسماء التي كان النبي عيسى يحيي بها الاموات.
    الفصل الثامن : في التواقيف الأربعة ومالها من الفصول والدئرات.
    الفصل التاسع : في خواص أوائل القران والايات والبينات.
    الفصل العاشر : في أسرار الفاتحة ودعواتها وخواصها المشهورات.
    الفصل الحادي عشر : في الاختراعات والأنوار الرحموتيات، * الفصل الثاني عشر : في اسم الله الاعظم وما له من التصريفات الخفيات.

    الفصل الثالث عشر : في سواقط الفاتحة ومالها من الاوفاق والدعوات
    الفصل الرابع عشر : في الرياضات والاذكار والادعية المستجابات المسخرات.
    الفصل الخامس عشر : في الشروط اللازمة لبعض دون بعض في البدايات إلى شموس النهايات.
    الفصل السادس عشر : في أسماء الله الحسنى وأوفاقها النافعات المجريات.
    الفصل السابع عشر : في خواص كـهـيـعـص وحروفها الربانيات الأقدسيات.
    الفصل الثامن عشر : في خواص اية الكرسي وما فيها من البركات الخفيات.
    الفصل التاسع عشر : في خواص بعض الأوفاق والطلسمات النافعه.
    الفصل العشـرون : في سورة يس ومالها من الدعوات المستجابات.
3- مقدمة المؤلف
يبدأ الكاتب احمد البوني في كتابه شمس المعارف الكبرى بالقول أنه يسأل الله الحي القيوم أن يجعل هذا الكتاب وما قدمه فيه خالصا صدقة مقبولة بين يدي نجواه وأن يصحبه روح ارتياحه في نقله ومثواه وأن يوضح له الطريق ويمن عليه بأنوار التحقيق .
- وقال في مقدمته : " فإن للحق أعلام وللحقيقة نظام وللأرواح بالمعارف الإلهيات إلحاح والوسيلة المطلوبة والقدرة على أقسامها موهوبة ، وأعلى الدرجات في عليين درجة العاملين وأعلاها منزلة الهادين المحققين ولا منزلة العالم في دين الله لا يفيد كما أنه لا وجود حياة لحقيقة نفس لا تفيد وأني لما رأيت كلام الأجلاء ممن علت كلمتهم وانبسطت في الآفاق حكمتهم وعمت في المرايا بركتهم وقد ألفوا بالتصريف في الأسماء في توضيح ما ألفوه وذخيرة ما كنزوه فأجبته مع الإقرار بالمعجز عن منهم مدارك السلف الماضين والأئمة المحققين الهادين ورجوت الله أن يمدني من أرواح أرواحهم بلطائف الإسعاف فيكون النطق موافقاً للتحقيق ومفصلاً بلسان التصديق " .
وذكر أن المقصود من فصول هذا الكتاب العلم بشرف أسماء الله تعالى وما أودع الله تعالى في بحرها من أنواع الجواهر الحكيمات واللطائف الإلهيات وكيفية التصرف بأسماء الدعوات وما تابعها من حروف السور والآيات.
- ويقول أيضاً أنه جعل كتابه فصولاً ليدل كل فصل على ما اختاره وأحصاه من علوم دقيقة  يتوصل بها للحضرة الربانية من غير تعب ولا إدراك مشقة وما يتوصل منها إلى رغائب الدنيا وما يرغب فيها .. وسمى هذه الكتاب الذي وصفه بالمنتخب العديم المثل الرفيع العليم بشمس المعارف ولطائف العوارف ، لما تضمنه من لطائف التصريفات وعوارف التأثيرات ، و قد حذر البوني من التهاون في هذا الكتاب أو العمل به لمن هو غير أهله حيث قال : " فحرام على من وقع كتابي هذا في يده أن يبديه لغير أهله أو يبوح به في غير محله فأنه مهما فعل ذلك أحرمه الله تعالى منافعه ومنعت عنه فوائده وبركته ولا تمسه إلا وأنت طاهر ولا تقر به إلا إن كنت ذاكراً لتفوز منه بما تريد ...."
4- كواكب ، حروف،  أرقام، عناصر المادة ، أخلاط الجسميبدأ  الفصل الأول من الكتاب في ذكر الحروف المعجمة وما فيها من الأسرار حيث ذكر الكاتب أن للأعداد أسراراً كما أن للحروف آثاراً وأن العالم العلوي يمد العالم السفلي ، فعالم العرش يمد عالم الكرسي – وعالم الكرسي يمد فلك زحل – وفلك زحل يمد فلك المشتري – وفلك المشتري يمد فلك المريخ – وفلك المريخ يمد فلك الشمس – وفلك الشمس يمد فلك الزهرة – وفلك الزهرة يمد فلك عطارد – وفلك عطارد يمد فلك القمر – وفلك القمر يمد فلك الحرارة – وفلك الحرارة يمد فلك الرطوبة – وفلك الرطوبة يمد فلك البرودة – وفلك البرودة يمد فلك اليبوسة – وفلك اليبوسة يمد فلك الهواء – وفلك الهواء يمد فلك الماء – وفلك الماء يمد فلك التراب – وفلك التراب يمد فلك زحل في العلويات .
ويذكر الكاتب أن للحروف والأرقام علاقة وارتباط وثيق بالكواكب فمثلاً يذكر البوني أن حرف الجيم والأعداد الواقعة عليه ثلاثة على الجملة و ثلاثة وخمسون على التفصيل
وحرف الميم : أربعين .. وحرف الياء : عشرة ..
وأن لفلك المشتري حرف الواو وله من الأوفاق المسدس ، وفلك الزهرة له حرف الزاي وله من الاوفاق المسبع ، وأما تصريف فلك عطارد فله من العدد ثمانية وحرفه الحاء ، وله من الاوفاق الثمن ، وفلك القمر له من العدد تسعة وهو حرف الهاء وله من الاوفاق المتسع .
يقول الكاتب أن الحروف ثمانية وعشرين بدون لا - ألف وبهما تمام التسعة وعشرين وهذا نفسه عدد المنازل القمرية ، وأن العشر له حرف الألف والكرسي له حرف الباء وزحل له حرف الجيم .
وعلى ما ذكره البوني فإن للسحر علاقة بالكواكب حيث أن بعض السحرة وبعض الجن أو الشياطين يقومون بعبادة الكواكب والتقرب لها مستندين على طقوس عبادة  قديمة وهي التقرب إلى الله بالوسائط المقربة لديه عبر عبادة الروحانيات بالهياكل وهي الكواكب السبعة السيارة لأنها هي المدبرة لهذا العالم ، ويجعلون لكل كوكب ملك يسمونه الملك العلوي ، وبعد ربط بعض هذه الأسحار بالكواكب يشتد على المسحور مفعول السحر بسبب ربط قوة مفعول السحر بأيام ظهور الكوكب في السنة وبالتالي يكون هناك تأثير في قوة الأرواح لأنها تنتشي بظهور هذا الكوكب أي ما يسمى الإستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية كعلاقة القمر بظاهرة المد والجزر ، والإنسان بطبيعته مرتبط بكوكب الأرض وبمكونات الحياة الأربعة التراب – الماء – الهواء – النار ، وهي التي تسمى قبضة الحياة أو عجينة الإنسان ، وفي الحديث أن ابو موسى الأشعري قال : خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال إذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره ، وهذا يدل على أن هناك تأثيراً على الإنسان من قبل ظاهرتي الكسوف والخسوف المرتبطة بالكواكب .
ويقول البوني أن الأعداد لها في عالم البشر أسرار ومنافع والأعداد لها من أسرار الأقوال والحروف لها من  أسرار الأفعال ، كما رتب في الحروف أسرار النفع كالدعاء والرقي وأن الحروف لا وقت لها بحصرها وإنما هي تعمل بالرياضة والأرقام والأعداد تفعل وتعمل بالطلسمات .
وما ذكره البوني ذكره القديس أوغسطينوس خلال الفترة من 354 إلى 430 م حيث قال : " الأرقام هي لغة الكون وهبها الخالق للبشر من أجل تأكيد الحقيقة " .
- ونجد بشكل مشابه  في التوراة والإنجيل  تحديداً في  سفر دانيال وإنجيل الرؤيا أن هناك العديد من الأرقام الرمزية المذكورة وعلى سبيل المثال الرقم 666 فهو يمثل الشر أو الوحش أو الدجال والعدد 3 يمثل الكمال والتمام والثالوث المقدس والرقم 7 في العبرية هو كلمة التمام والكمال الروحي و العدد 10 يرمز إلى الكمال التراتبي والرقم 12 للكمال في الحكم لوجود 12 شهر في السنة،و 12 سبط من أبناء يعقوب و12 رسول للمسيح الذين يقومون بالمهمة المقدسة وغير ذلك .
- وعلم الأرقام هو معتقد يفسر وجود علاقة روحية بين الأعداد والكائنات الحية والجامدة وهو يعتبر عامل أساسي في علوم الفلك و التنجيم والكيمياء ومرتبط بصلة وثيقة بالغيبيات والسحر وعلم الأبراج .
فعلى سبيل المثال يذكر البوني أن حرف الدال له من الأعداد أربعة فمن أقام شكلاً ضرب في 4*4 ووضع فيه نسبة عددية في يوم الاثنين يوم ولد النبي محمد على حد قول الكاتب ويوم مبعثه ويوم وفاته في شرف القمر على ثلاث درج من النور ويكتبه على طهارة كاملة مع صلاة ركعتين وقراءة آية الكرسي والإخلاص 100 مرة في رق طاهر وحمل هذا الوفق معه يسر الله عليه الحفظ والفهم ويعظم قدره عند العالم العلوي والسفلي أجمع . وإذا حمله مسجون تخلص من سجنه ومن حمله على راية هزم به الأعداء ، ومن حمله وخاصم به أحد غلبه وقهره .وأعداده الواقعة عليه 4*4 وشكله من ضرب 4*4 وهو العناصر الأربعة : النار – الهواء – التراب – الماء .
والأخلاط الأربعة هي : الصفراء – البلغم – الدم – السوداء ، فهذه أربعة في أربعة .حيث أن حرف الدال ظهر في اسم الله خصوصاً الدائم وفي الودود ولم يتقدم في الدائم غير الدال .. وكان في الأسمين أحمد ومحمد ، وهو يشير إلى أن الدوام آخر المنتهى ولأنه له الديمومة أولاً وآخراً
وقد يتساءل البعض ما هي هذه العناصر الأربعة الأخرى التي ذكرها البوني والمكونة من  ( الصفراء والبلغم والدم والسوداء ) فهذه العناصر الأربعة واضع نظريتها هو أبقراط الملقب بأ بو الطب 460 قبل الميلاد ، على أساس ملاحظاته على الدم ومن بعده طور هذه العملية علماء العرب حتى أصبحت كافة الأمراض في جسم الإنسان تفسر من خلال نظرية الخلل في التوازن بين الأخلاط الأربعة حيث أن هذه العناصر كل واحد منها له طبيعتين فالدم ساخن وجاف مثل النار ، والصفراء حارة ورطبة مثل الهواء ومسكنها المرارة والسوداء باردة وجافة مثل الأرض ومسكنها الطحال والبلغم بارد ورطب مثل الماء ومكانه الرئة وهي بهذا مرتبطة بالعناصر الطبيعية الأخرى النار والهواء والتراب والماء وعندما تكون طبيعة هذه العناصر طبيعية من حيث الجودة والكمية يتمتع الإنسان بصحة جيدة .
ونرجع للبوني الذي يقول في كتابه  بأن حرف الدال له من الأسرار السرمدية والبقاء وان فيه فوائد وان من كتب حرف الدال 35 مرة وكتب معه شكل المربع على جزيرة بيضاء والقمر في بيته محفوظاً من المشتري وحولها حرف الدال خمسة وثلاثين مرة ويضعها في جوف خاتم  ويلبسه على طهارة كاملة وصوم وصفاء باطن أدام الله عليه الرزق والخير ومن أكثر من ذكر أسم الدائم نال جمع المقاصد عند الملوك والحكام ونال الحظ الوافر وأحبه من رآه ، على أن يكون القمر في بيت السرطان أو في بيت المشتري محفوظاً منه ويبخره برائحة طيبة وهذه صفته :
وفق الدال - الحظ الوافر
ويقول صاحب كتاب شمس المعارف الكبرى أن من كتب اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 35 مرة في بطاقة بعد صلاة الجمعة وحمله معه ، رزقه الله قوة على الطاعة وكفه همزات الشياطين ، وأن حامل هذه البطاقة إذا أدام النظر فيها وهو يتخيل أسم النبي محمد وأسمه أحمد وكيف كملت الأسمين ويديم النظر إليها خاصة عند طلوع الشمس كل يوم وهو يصلي على النبي ، يسر الله له أسباب الطاعة والسعادة وذلك بحسب القبول وحسن النية وصفاء الباطن وأمنه الله من الأعداء وسلم من سم العقارب والحيات ، ومن كتب شكله العددي وحمله معه فإن الله يكفيه الأعداء المضرين من أي العوالم السفلي أو العلوي وهذه صورته :
تحصين حماية
وذكر البوني أن الشمس والقمر كل في فلك يسبحون بحسب ما ذكر في القرآن ، وذلك أن القمر إذا كان بمنزلة النطح كان له حرف الألف ، فإذا نزل تلك المنزلة فأنه ينجلي من تلك المنزلة روحانية الألف فيظهر الغضب في باطنه على النوع الذي فيه رتبة الإنسانية فمن تفقد ذلك وجده ، وينصح الكاتب الإنسان في تلك الساعة أن يكون في حالة سكون ويشغل جوارحه في عبادة الله وكثرة الدعاء ولزوم الطهارة في تلك المدة ، لأنه يحصل في تلك المدة تنغيص للنفوس حتى لا يدري الإنسان ما سبب القبضة في صدره ، لأن الألف هو أول مراتب الآحاد في الأعداد والحروف فلا شبهة له فيها فيقع الإنزعاج في العالم السفلي .

هناك تعليق واحد:

مدونة عالم المعرفة

مدونة عالم المعرفة